الحاجة أم الاختراع..ازدهار الصناعات التقليدية في سقطرى خلال سنوات عزلتها

ساهمت العزلة التي عاشتها محافظة سقطرى في السنوات الماضية في توجه أبناء الأرخبيل إلى استخدام الأدوات البدائية والتقليدية في حياتهم اليومية، حيث لم تكن لهم المحافظة مرتبطة بالمحافظات الأخرى والأسواق المحلية أو الخارجية.

 

واتجه السقطريون إلى صناعة الأدوات التي يستخدمونها في حياتهم المنزلية والزراعية موقنين أن الأدوات البدائية أكثر فائدة وأقوم صلابة من الوسائل الحداثة، كما ساهم التعاون بين أفراد المجتمع السقطري في سدّ فجوة الاحتياج، حيث نشطت استعارة الأدوات من حي لآخر وصولاً للقرى والمناطق المجاورة.

 

ودفع توجه أبناء سقطرى للصناعات التقليدية إلى التطور ليبلغ حد صناعة القوارب والسفن الصغيرة معتمدين على ماتجود به الطبيعة من الطين والأشجار والحيوان، فصنعوا من الطين المنازل وبعض المصنوعات الفخارية، كما استخدموا الأشجار لسقف البيوت وأبواب المنازل، واستفادوا منها في الأصماغ والعطور والأدوية وأدوات الزينة والتجميل، كما استغلوا وجود الأبقار والجمال والحمير والغنم والضأن لتسيير حياتهم.

 

واكتفى السقطريون ذاتياً لمئات السنين، ونجحوا في تطويع البيئة لصالحهم، مكتشفين عشرات الاستخدام لمختلف الأدوات والمكونات والموارد، وتمكنوا من صناعة كل ما تطلبته حياتهم المعيشية، لكن تلك الصناعات التقليدية بدأت تنقرض مع انفتاح سقطرى على المحافظات اليمنية والعالم ودخول البضائع إليها، ولم يبق من المصنوعات إلا القليل.

اترك تعليقا