الإمارات تبني مدرج طائرات جديد في جزيرة زقر اليمنية لتعزيز السيطرة العسكرية بالبحر الأحمر

 

كشفت صور أقمار صناعية حديثة عن إنشاء مدرج طائرات جديد بطول نحو 2000 متر على جزيرة زقر اليمنية الواقعة في البحر الأحمر، في خطوة تعكس تصاعد الجهود العسكرية لتعزيز السيطرة على الممرات البحرية الحيوية.

وأظهرت الصور التي التقطتها شركة Planet Labs PBC بدء العمل في أبريل ببناء رصيف بحري وتمهيد الأرض، وصولاً إلى فرش الأسفلت ووضع العلامات الأرضية على المدرج خلال أغسطس وأكتوبر، دون إعلان رسمي من أي جهة عن المسؤولية.

وتشير تحليلات وكالة أسوشيتد برس إلى أن المشروع يُعد جزءاً من شبكة قواعد عسكرية تتوسع في البحر الأحمر وخليج عدن ومضيق باب المندب، المناطق التي تشهد أهمية استراتيجية بسبب حركة الشحن الدولي والتوترات الأمنية المتزايدة، خصوصاً في ظل هجمات الحوثيين المتكررة على السفن.

وأظهرت بيانات تتبع السفن وصول سفينة الشحن “باتسا” إلى الجزيرة قادمة من ميناء بربرة الذي تديره شركة موانئ دبي العالمية، بينما أكدت شركة “سيف للشحن والخدمات البحرية” استلامها طلباً لنقل الأسفلت نيابة عن شركات إماراتية يعتقد أنها من المشاركين في المشروع.

ويرتبط هذا المشروع بسلسلة مبادرات إماراتية سابقة لتعزيز البنية التحتية العسكرية في اليمن، شملت توسعة مطار المخا وبناء مدارج في ذباب وجزيرة عبد الكوري وجزيرة ميون، التي يسيطر عليها المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً.

تأتي هذه الخطوة في ظل انقسامات داخلية ضمن القوات المناهضة للحوثيين، وتزامناً مع الغارات الأمريكية والإسرائيلية ضد الجماعة، ما يعكس تعقيدات المشهد العسكري والسياسي في اليمن.

ويُعد موقع جزيرة زقر استراتيجياً حيث استعادتها قوات التحالف بقيادة السعودية والإمارات عام 2015، لتصبح قاعدة للقوات الموالية لطارق صالح، في ظل محاولات مستمرة لمواجهة تهريب الأسلحة ودعم الأمن البحري في المنطقة.

وتقول الباحثة إليونورا أرديماجني من المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية إن وجود المدرج قد يمهد لهجوم محتمل ضد الحوثيين، لكنه يركز بشكل أكبر على مكافحة التهريب وتأمين خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

يمثل هذا التطور خطوة بارزة في تعزيز القدرات العسكرية والتحالفات الإقليمية في مواجهة التهديدات الحوثية وحماية الممرات البحرية الحيوية، وفقاً لتقارير الوكالات الدولية ومراقبين سياسيين.

اترك تعليقا