عادل الحسني…قصة مناضل يكشف ممارسات الإمارات ويفضح سجونها السرية في اليمن

قشن برس- خاص

من قلب المعاناة اليمنية، ومن داخل زنازين السجون السرية التابعة للإمارات، برز عادل سالم ناصر الحسني (مواليد أبين، 1983) ليس مجرد ناشط سياسي، بل أصبح ظاهرةً في كشف الحقائق وتعرية الممارسات الخفية لدول التحالف، خاصة الإمارات، في الجنوب اليمني.

لم يكن مساره متوقعاً. بدأ حياته كجندي في شرطة حضرموت، ثم تحول إلى أحد أبرز مقاتلي المقاومة الشعبية ضد الحوثيين في عدن عام 2015، وكان من المقربين من غرفة عمليات التحالف في الرياض. لكن هذه القرب كشفت له المبكر عن “الانحراف الخطير” في أهداف القوات الإماراتية، فتحول من حليف إلى ناقدٍ لاذع، دفع ثمناً باهظاً مقابل موقفه.

التحول الجذري: من المقاومة إلى المعتقل

لم يكن نقده مجرد رأي بل كان شهادة من الداخل. اعتقلته قوات الحزام الأمني (المدعوم إماراتياً) واقتيد إلى سجون سرية حيث قضى 21 شهراً تعرض فيها للتعذيب الوحشي.

وهناك، داخل الجحيم، عرضوا عليه أن يصبح جزءاً من آلة الاغتيالات الإماراتية بأن ينفذ عملية اغتيال أحد السياسيين المقربين من الرئيس هادي، لكنه رفض، مفضلاً أن يبقى ضميراً حياً.

من السجن إلى المنصة: سلاح الكلمة والوثيقة

بعد خروجه لم يغادر إلى صمت المنفى، بل حوّل معاناته إلى سلاح. أصبح أول معتقل سابق يُدلي بشهادات علنية مفصلة، كاشفاً عن:

  • إنشاء الإمارات لميليشيات مسلحة خاصة بها خارج سيطرة الدولة اليمنية.
  • شبكة السجون السرية ومقاصل الإعدام للمعارضين.
  • آليات الاغتيال السياسي والتغيير الديموغرافي.

أسس “منتدى السلام لوقف الحرب في اليمن”، ليكون منبراً حراً لتوعية الرأي العام محلياً ودولياً، مؤمناً بأن الإعلام هو أقوى سلاح لمواجهة الدعاية المضللة وحروب التعتيم.

الرؤية: اليمن فوق الجميع

رغم علاقاته الواسعة مع شخصيات سياسية متنوعة إلا أنه حافظ على استقلاليته، متمسكاً برؤية واضحة: كشف الفساد، والدعوة إلى حوار وطني يعلو فوق المصالح الضيقة والولاءات الخارجية، والحفاظ على النسيج الاجتماعي لليمن من التفكيك.

اليوم، لم يعد عادل الحسني مجرد اسم، بل أصبح رمزاً للمقاومة بالكلمة، وشاهداً حياً على حرب لا تُقتل فيها الأجساد فقط، بل تُغتال الحقائق أيضاً. هو نموذج للصوت الذي يرفض أن يُدفن تحت ركام الصمت أو رصاص الميليشيات.

 

 

اترك تعليقا