سلط موقع موني كنترول الهندي الضوء على العالم السحري الذي تنفرد به جزيرة سقطرى بشواطئها البكر وأشجارها الفريدة.
ويشير في التقرير الذي نشره اليوم إلى أن جزيرة سقطرى اليمنية تقع في بحر العرب، على بعد مئات الكيلومترات من السواحل الجنوبية للبلاد، لتشكل واحدة من أكثر الوجهات الطبيعية غرابة على وجه الأرض. هذه الجزيرة النائية، التي تبدو وكأنها من عالم آخر، تجمع بين تضاريس قاسية ومناظر طبيعية سريالية ونباتات فريدة لا توجد في أي مكان آخر.
أشهر معالم الجزيرة هي أشجار دم التنين، المعروفة علميًا باسم “دراسينا سيناباري”. هذه الأشجار الغامضة، التي تميزها مظلاتها الواسعة وراتنجها الأحمر القاني، كانت تستخدم منذ القدم في الطب التقليدي وصناعة الأصباغ والطقوس الدينية. يغطي هذا الراتنج القرمزي تلال الجزيرة، مما يضفي عليها مظهرًا أسطوريًا لا ينسي.
سقطرى ليست مجرد جزيرة عادية، بل هي محمية بيولوجية عالمية أدرجت في قائمة اليونسكو للتراث العالمي. ما يقرب من ثلث نباتاتها مستوطنة، أي لا تنمو في أي مكان آخر على الكوكب. بين هذه النباتات الفريدة، هناك ورود صحراوية تشبه أشجار البونساي الصغيرة وتزهر باللون الوردي، بالإضافة إلى نباتات خيار عملاقة ذات جذوع منتفخة بشكل غريب.
ولا تقتصر غرابة الجزيرة على نباتاتها فقط، بل تمتد لتشمل أنواعًا حية نادرة. من بين الطيور المستوطنة، يبرز زرزور سقطرى وطائر الشمس، بينما تعيش في مياهها المجاورة أنواع مختلفة من الكائنات البحرية. كما تضم الجزيرة زواحف نادرة لا توجد إلا في هذه المنطقة النائية.
تتنوع المناظر الطبيعية في سقطرى بشكل مذهل على مسافات قصيرة. هناك شواطئ نائية مثل قلنسية وشعاب، حيث تمتد الرمال البيضاء الناعمة على طول الساحل، وتلتقي بالمياه الزرقاء الصافية للبحر. هذه التناقضات بين الصحراء القاحلة والمحيط الحيوي، وبين الأشجار الغريبة والبحيرات الاستوائية، تجعل الجزيرة تبدو وكأنها كوكب مستقل بذاته.
سقطرى ليست مجرد وجهة سياحية تقليدية، بل هي تجربة فريدة من نوعها. سواء من خلال أشجار دم التنين الأسطورية، أو شواطئها البكر المتلألئة، أو تنوعها البيولوجي الاستثنائي، فإن الجزيرة تقدم للزائرين فرصة لاستكشاف الأرض في أغرب صورها. زيارة سقطرى ليست مجرد رحلة، بل هي مغامرة في عالم طبيعي يبدو وكأنه خارج الزمن.