عادات وتقاليد المهرة في العيد تتغلب على تحديات “كورونا”

قشن برس – سعد بن محامد

تتميز محافظة المهرة بمورث ثقافي عريق، وعادات وتقاليد فريدة تميزها عن باقي المحافظات، ظل المجتمع المهري محافظاً عليها جيلاً بعد جيل.

من هذه العادات والتقاليد ما تنفرد به المهرة خلال العيد وفرحته، فبحكم البعد الجغرافي بين المناطق تختلف بعض من العادات من منطقة لأخرى؛ إلا أن السكان تمسكوا بخصائص العيد ولونه الفريد، وتتعاقب الأجيال في توارث تلك العادات.

عادات راسخة

يبرز الشعر المهري والرقص الشعبي والزوامل من نوابغ العيد في هذه المحافظة العريقة، ويستقبل أهالي المهرة العيد وسط جوٍ فرائحي، فيبدأون بطلاء البيوت وغسلها، ومن ثم تهيئتها وتجهيزها بفرشها للضيوف بكرم أعتاد عليه سكان هذه المحافظة.

ويتجهز الرجال بشراء الملابس لهم ولأطفالهم، والنساء يبدأن بتحضير البيوت، ولطالما كان الحناء حاضراً في العيد، فتضعه النساء لهن ولبناتهن.

في يوم العيد وتحديداً بعد صلاة العيد، والتي تسمى بالمهري(جبونت) يتعانق الحاضرون بعد الصلاة ويهنئوا بعضهم بصوم رمضان وفرحة العيد، وتتحرك المجاميع من الصلاة، وفي كثير من المناطق يتم رفع الزامل بالشعر المهري داخل المنطقة ويصحبها بعض الرقص الشعبي المتعارف عليه والمشهور في هذه المحافظة.

خلال فترة العيد تكون البيوت في محافظة المهرة مفتوحة للجميع، وفيها الكثير من الأكلات الشعبية، والبخور والقهوة التي اعتاد عليها المهريون في هذه المناسبة، أما في الليل تقام الأمسيات الشعرية بالمهري والزامل العربي طوال فترة العيد.

تختلف هذه العادات والتقاليد من مديرية إلى أخرى في محافظة المهرة، لكن السكان لايزالون يتوارثونها جيلاً بعد جيل، ويمارسون هذه الطقوس في أعيادهم.

كورونا والعيد

لعبت المخاوف من انتشار فيروس كورونا، والإجراءات الاحترازية التي فرضتها السلطات المختصة في الحدّ من مظاهر العيد في اليمن عموماً ومحافظة المهرة التي تعد البوابة الشرقية لليمن، وتشهد حركة سياحية وتجارية.

وألغى الوباء الكثير من عادات العيد التي تستدعي التجمعات واللقاءات المكثفة، والزيارات والتنقل من مديرية إلى أخرى، لكن رغم ذلك لم ينجح في إفشال موسم العيد في محافظة المهرة التي كانت تشهد حظراً جزئياً للتجوال وبعض الإجراءات الاحترازية.

يتحدث “عبدالمجيد بن عويض” وهو أخصائي تمريض من أبناء المحافظة، لـ”قشن برس” عن الكيفية التي مرّ بها العيد في محافظة المهرة، في ظل المخاوف من انتشار فيروس كورونا.

وقال بن عويض إن بعض المواطنين لم يلتزموا بالإجراءات الاحترازية، فمارسوا طقوس العيد من الزيارة والمعايدة متناسين الوباء، فيما تجنب البعض التزاور والمصافحة واكتفوا بالمعايدة عبر التلفون.

وعن نفسه، يقول عبدالمجيد إن عيد الفطر مرّ عليه بشكل مختلف هذا العام، حيث كان من الحريصين على تجنب عادة التصافح والمعانقة كونها من الوسائل التي تنقل العدوى.

وتابع: “لأننا ننتمي للمجال الصحي فالواجب علينا الحرص على اتباع سبل الوقاية، ودعوة للناس لتطبيقها، وعدم التهاون فيها، لنقي أنفسنا ومن نحب من انتشار الفيروس بإذن الله بعد الأخذ بالأسباب، وهذا يتطلب منا جميعاً في المجتمع الاستشعار بالمسؤولية الفردية والمجتمعية”.

يرى بن عويض أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دوراً رئيسياً كبديل مناسب في ظل انتشار كورونا، لكنها لاتفي بمفهومها العام عن التزوار الحقيقي بين الناس في البيوت، وتبادل التهاني والمعايدة، ولأن الظروف استثنائية كانت هي خير بديل الذي يحقق للمجتمع محاربة العدوى والوقاية منها، ويحقق أيضاً التواصل مع الأصحاب والأقارب.

اترك تعليقا