قشن برس- عفاف سيف
انتشر فيروس كورونا في أرخبيل سقطرى خلال الفترة القليلة الماضية، دون وجود أي إجراءات احترازية من قبل السلطات الصحية في المحافظة التي يسيطر عليها المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا منذ منتصف العام 2020.
وتحدثت مصادر طبية في سقطرى، بأن الأرخبيل شهد العديد من الحالات المصابة بفيروس كورونا، دون أي مواجهة أو استجابة صحية من قبل سلطات الأمر الواقع.
وسقطرى تعد أهم وأكبر الجزر اليمنية، ومدرجة ضمن قائمة التراث العالمي، كما تصنف بأنها واحدة من أجمل وأغرب الأماكن في العالم.
الطبيب سعد القدومي أحد الأطباء بمستشفى الشيخ خليفة بن زايد في سقطرى، أعلن عن إصابة أكثر من ستين شخصا بفيروس كورونا، مشيرا إلى أن العدد يستمر بالزيادة.
فيما أفاد مسؤول صحي في سقطرى، لقشن برس مفضلا عدم ذكر اسمه، إن انتشار وباء كورونا أصبح واقعا تعيشه المحافظة، مشددا على تدارك الوضع بعمل الإجراءات اللازمة لمنع تفشيه بشكل أوسع.
ولفت إلى أن:” الموطنين مازالوا غير مدركين تماما لخطورة الوضع، حيث إنهم غير آبهين بإجراءت التباعد ولبس الكمامات”.
وأردف:” مازال السكان يتزاحمون في الأماكن العامة وخاصة الأسواق، داعيا السلطة المحلية إلى القيام بدورها بعمل إجراءات الحجر الصحي للتقليل من انتشار الوباء”.
ويعاني معظم السكان في سقطرى من الفقر، ما يجعل الكثير منهم غير قادرين على شراء مستلزمات الوقاية، أو الجلوس في المنزل، كون العديد منهم يعملون في الأجر اليومي، ما قد يفاقم الأزمة الصحية حال استمرار الوباء.
بدوره، يقول الطبيب في مستشفى خليفة بن زايد عمران الخليفو، إنه تم فحص العديد من الحالات المصابة؛ عن طريق مسح أنفية بلعومية، وهو فحص سريع ودقيق يتم فيه أخذ العينة عن طريق أنف المريض وتصل نسبة نجاحه إلى 91% مقارنة بجهاز (PCR) المخصص لفحص فيروس كورونا.
وأفاد لقشن برس بأنه تم توفير هذا الفحص إلى المستشفى بعد أن زادت الحالات التي تعاني من أعراض كورونا.
وأضاف أن:” هناك حالات قد تصل إلى المئات، ولكن مازالت غير مؤكدة تماما مخبريا، مشيرا إلى أن الوباء منتشر بشكل مخيف”.
وتابع:” هناك ما يقارب خمس وفيات كانت تعاني من أعراض الحمى وضيق في التنفس وجلهم من كبار السن، وحاليا يوجد العديد من الحالات في العنايات ومعظمهم في حالة خطيرة “.
ولم تصدر السلطات الصحية في سقطرى ممثلة بمكتب الصحة وفرع لجنة مواجهة كورونا أي إحصائية رسمية دقيقة عن عدد حالات الوباء.
وتقول مصادر طبية إن الجزيرة تفتقر لأجهزة الفحص الخاصة بفيروس كورونا، وسط مناشدات بضرورة توفيرها.
وفي تصريح لقشن برس، تقول إيمان، وهي معلمة في سقطرى، إنها عانت من أعراض فيروس كورونا”.
وأضافت:” هي أعراض تشبه الانفلونزا، لكنها شديدة تنهك الجسد”.
وأردفت: أصبت بحمى وزكام وصداع، وفقدت حاستي الشم والتذوق وكنت اشعر بتعب وإرهاق
شديدين، لكني مع ذلك كنت أذهب لمزاولة عملي في المدرسة”.
واستدركت قائلة:” لكن الأعراض اشتدت فتوقفت عن الذهاب إلى العمل، ولجهلنا بإصابتنا بالمرض كانت العديد من النساء يأتين لزيارتي”.
وأضافت أنها قد شفيت الآن من الاعراض القوية ولكنها مازالت تعاني من فقدها لحاستي الشم والتذوق.
وتخشى إيمان من أنها قد تكون ساعدت على انتشار المرض، فعند سماعها بأن هناك العديد من الحالات المؤكد إصابتها بفيروس كورونا أصيبت بالذعر من أنها قد تكون سببا في نقله.
وإلى جابت كورونا؛ تعاني سقطرى أيضا من انتشار حميات أخرى أرهقت السكان الذين باتوا يعانون أوضاعا معيشية صعبة، خصوصا بعد اندلاع الصراع في الأرخبيل بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا.