شهد أرخبيل سقطرى تصعيدًا إماراتيًا متكاملًا يشمل الجوانب العسكرية والأمنية والاقتصادية والسياحية والسياسية والثقافية، في تحد واضح للسيادة اليمنية. ووفقًا لموقع سقطرى برس المحلي، فإن الإمارات نفذت سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى تعزيز نفوذها بشكل غير قانوني على الجزيرة.
في الجانب العسكري، أقامت الإمارات قواعد عسكرية في مواقع استراتيجية دون موافقة الحكومة الشرعية، ونشرت قوات “النخبة السقطرية” الموالية لها خارج الإطار الرسمي، إضافة إلى استقدام خبراء أجانب من جنسيات متعددة لتطوير أجهزة تنصت وبناء مطارات عسكرية في عدة جزر، وجعلت من جزيرة عبدالكوري نقطة مراقبة بحرية وجوية مهمة في خليج عدن ومضيق باب المندب.
أما على الصعيد الأمني، فقد سيطرت الإمارات على المنافذ الرئيسية كمطار سقطرى وميناء حولاف، وفرضت قيودًا على حرية الحركة ومنعت دخول الوفود الحكومية والنشطاء غير الموالين، مع تكثيف مراقبة السكان وقمع التجمعات المعارضة، وتسليح وتدريب جماعات محلية تحت مسمى الحزام الأمني لتحل محل الأجهزة الأمنية الرسمية بشكل غير قانوني.
اقتصاديًا، تسيطر شركات إماراتية بارزة على الثروة السمكية وتقوم بتجريف الأنواع النادرة، كما تفرض احتكارًا على قطاعات الكهرباء والاتصالات والمشتقات النفطية، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل يفوق قدرة السكان، إلى جانب إقصاء التجار المحليين وفرض سوق موازٍ تديره الإمارات، مع حرمان أبناء سقطرى من أي عوائد اقتصادية حقيقية. وفي القطاع السياحي، تهيمن شركات إماراتية على الخدمات والاستثمار، بينما يجري فرض التعامل بالدرهم الإماراتي بدلاً من الريال اليمني، في محاولة لسحب العملة الوطنية تدريجياً.
وفي المجال السياحي، وضعت الإمارات خطة “مستر بلان” لخصخصة الشواطئ والمناطق المحمية، وأجرت تأجيرًا غير قانوني لأراضي ساحلية لمستثمرين إماراتيين، مع السماح لسياح أجانب بدخول الأرخبيل بتأشيرات إماراتية دون تأشيرات يمنية، في تجاوز صارخ للسيادة اليمنية، وتسعى لتحويل الجزيرة إلى منتجع خاص على حساب البيئة والسكان.
سياسيًا، تدعم الإمارات قيادات محلية موالية لها عبر منحهم الجنسية لتشكيل طبقة سياسية تابعة، وتعمل على تقويض سلطة الدولة عبر السيطرة على المؤسسات المحلية، وإنشاء مجلس انتقالي موازٍ يسعى إلى فصل سقطرى عن الدولة اليمنية، مع إقصاء الأصوات المعارضة لتدخلها.
ثقافيًا، تروّج الإمارات للثقافة الخليجية والزي الإماراتي في المدارس والمناسبات، ونقلت أشجار دم الأخوين النادرة إلى أبوظبي، مما يهدد الإرث البيئي والتاريخي للجزيرة، وتحاول طمس الهوية السقطرية اليمنية عبر إعلام موالٍ للوجود الإماراتي، مع تغييب الإعلام المحلي الحر.
ويخلص تقرير سقطرى برس إلى أن الإمارات لا تكتفي بتدخل عابر، بل تنفذ مخططًا متكاملًا للسيطرة على الأرخبيل عبر مزيج من القوة العسكرية والمالية والسياسية والثقافية، ما يضع سيادة اليمن على المحك في هذه المنطقة الاستراتيجية.