حصاد الضباب في سقطرى.. آلية تقليدية متوارثة لمواجهة شح المياه في المرتفعات 

قشن برس ـ خاص

 

تشهد منطقة دكسم ومحيطها في أرخبيل سقطرى، خلال موسم الخريف، تزايدًا في معدلات الضباب المحمّل بالرطوبة، مما يفسح المجال أمام سكان المرتفعات للاستفادة من ظروف مناخية مواتية في جمع المياه.

هذه الظاهرة المناخية تُستغل بطريقة طبيعية عبر أشجار دم الأخوين (تنين سقطرى) التي تلعب دورًا رئيسيًا في تجميع المياه من الضباب.

 

الأشجار.. مصائد طبيعية للضباب

تتميز أشجار دم الأخوين، المتوطنة في سقطرى، بقدرتها على امتصاص الرطوبة الجوية وتحويلها إلى قطرات ماء تتساقط عبر أوراقها وسيقانها.

وباستخدام هذه الآلية الطبيعية، ينشئ السكان أحواضًا صغيرة أسفل الأشجار لتجميع المياه المتكاثفة ليلًا، والتي تُجمع في الصباح لتلبية احتياجات الشرب والطهي اليومية.

 

تقنية متوارثة تعكس التكيف مع الجفاف

يُعد هذا النمط من حصاد المياه جزءًا من المعرفة المحلية المتوارثة، حيث يعتمد السكان على الظروف المناخية الموسمية دون الحاجة إلى طرق معقدة.

وأكد الدكتور أحمد الرميلي أن هذه الممارسة تمثل أحد أبرز أشكال التكيف المجتمعي مع ندرة المياه، مشيرًا إلى أنها تعكس العلاقة الوثيقة بين البيئة والمعرفة الشعبية.

 

تشابه وتفرُد طبيعي

هذه الطريقة ليست فريدة في سقطرى، بل توجد أمثلة مشابهة في مناطق أخرى مثل المغرب وتشيلي، حيث تُستخدم شبكات ضباب صناعية لتجميع المياه في المناطق القاحلة. ومع ذلك، تظل الطريقة السقطرية أكثر استدامة لاعتمادها على الموارد الطبيعية دون الحاجة إلى بنية تحتية مكلفة.

يُذكر أن سقطرى، بموائلها الفريدة، تقدم نموذجًا مدهشًا لكيفية توظيف الطبيعة في مواجهة التحديات البيئية، مما يجعل تقنيات مثل حصاد الضباب دروسًا قيمة للمناطق التي تعاني من الإجهاد المائي حول العالم

 

 

اترك تعليقا